عزز الميلان صدارته للسيريا آ واستعد جيدًا لمواجهة برشلونة في دوري الأبطال مساء الأربعاء بالفوز الثمين على ضيفه روما بهدفين مقابل هدف في مباراة الجولة الـ29 للسيريا آ على ملعب سان سيرو.
الشوط الأول من مباراة سان سيرو خضع لأفضلية كاملة للميلان لكنه رغم ذلك انتهى بتقدم روما بهدف دون رد أحرزه بابلو أوزفالدو في الدقيقة 44 من اللقاء، وكان الحدث الثاني البارز في الشوط هو خروج مدافع الروسونيري "تياجو سيلفا" مصابًا بعد 10 دقائق فقط من البداية ومشاركة جيانلوكا زامبروتا بدلًا منه والذي لعب في الجانب الأيمن من الدفاع ونقل دانييلي بونيرا للعمق بجانب فيليب مكسيس.
اللقاء بدأ هادئًا لكن الميلان بدأ تدريجيًا يُخضعه لصالحه سواء على صعيد الاستحواذ على الكرة في وسط الملعب أو المحاولات الهجومية على مرمى المنافس، لكن عاب الفريق البطء في التحضير وسوء التمركز والتمريرات الخاطئة والأهم الرعونة وعدم الدقة وشيء من الفردية في اللمسات الأخيرة من الهجمة وهو ما جعل الهجوم سلبيًا في الكثير من محاولاته.
تهديد الميلان لمرمى مارتن ستيكيلينبيرج جاء عبر التسديدات البعيدة خاصة من زلاتان إبراهيموفيتش وسولي علي مونتاري وقد تصدى الحارس الهولندي لكرة هي الأجمل في النصف ساعة الأولى من المهاجم السويدي مُخرجًا إياها لركنية قبل أن تمر تسديدة الشعراوي الجيدة بجانب المرمى ثم يتصدى الهولندي لرأسية من إبرا بعد تمريرة عرضية من مونتاري.
أصحاب الملعب حصلوا على الفرصة الأكبر لهم في الدقيقة 41 حين استلم الشعراوي الكرة على حدود منطقة الجزاء وراوغ ثم سدد بإتقان في اتجاه الزاوية البعيدة من المرمى لكن القائم الأيسر تصدى للكرة لتعود إلى نوتشيرينو الذي أساء التعامل معها وقد حاول زلاتان الاستفادة من الموقف إلا أن الكرة في النهاية ذهبت لأحضان الحارس الهولندي.
روما على الجانب الآخر اختار الدفاع ليلعب به طوال أحداث الشوط الأول، فقد أجاد الفريق تنظيم صفوفه أمام منطقة جزائه وقد حاول المباغتة بالهجمات المرتدة لكنها لم تُسفر عن أي خطورة بسبب غياب الدعم اللازم لها من الوسط والأطراف وإجادة دفاع الميلان التعامل معها، وقد كاد التعادل السلبي أن يُسيطر على الشوط إلا أن الجيالوروسي نجحوا في التقدم بهدف عبر أوزفالدو بعد سلسلة أخطاء كارثية من مدافعي الميلان خاصة الثنائي مونتاري وأمبروزيني أدت إلى وصول الكرة إلى دي روسي الذي سدد كرة كانت متجهة لخارج المرمى قبل أن يظهر مهاجم إسبانيول السابق ويُحولها بقدمه لداخل شباك كريستيان أبياتي.
بداية الشوط الثاني لم تكن مثل الأول، فقد امتلك روما زمام المبادرة وهاجم من البداية وأظهر الميلان تراجعًا دفاعيًا استمر لـ7 دقائق كاملة كان نتاجها فرصتين غاليتين للضيوف كادتا أن تحسم النتيجة لهما لكن توتي أضاع الأولى بتسديدة غلبت عليها الرعونة مما جعلها تعلو المرمى وكانت الكرة قد وصلته بتمريرة خاطئة من أبياتي، أما الثانية فكانت عبر ماركينهو الذي انطلق وراوغ في الجانب الأيسر ثم سدد بقوة لكن الحارس الإيطالي تصدى للكرة بامتياز.
الهجوم كافأ أبياتي على تصديه بمحاولة هجومية جادة كان أمبروزيني بطلها بانطلاقة من العمق لداخل منطقة الجزاء ثم تمريرة عرضية اعترضتها يد دانييلي دي روسي ليحتسب الحكم ركلة جزاء ينجح إبراهيموفيتش في تحويلها لهدف التعادل في الدقيقة 52 من المباراة.
هدأت المباراة على الجانب الفني بعد هدف التعادل لأصحاب الملعب ولكنها اشتعلت على صعيد التوتر والعصبية بين اللاعبين وكان نتيجة ذلك عدد من الألعاب الخشنة من الطرفين وظهور عدد من البطاقات الصفراء، وتدريجيًا بدأ الميلان يستعيد سيطرته ومحاولاته الهجومية خاصة مع مشاركة كيفن برينس بواتينج بدلًا من إيمانويلسون ولجوء لويس إنريكي للدفاع بإخراج ثنائي الهجوم توتي وبوريني وإشراك المهاجم بويان كيركيتش ولاعب الوسط ميراليم بيانيتش.
محاولات الميلان كانت أخطر كثيرًا من نظيرتها في الشوط الأول وأبرزها تسديدة جمال مصباح بعد انطلاقة في الجانب الأيسر ومحاولة من بواتينج بعد تمريرة من إبراهيموفيتش ولكن الأخطر على الإطلاق كان تسديدة من إبراهيموفيتش من داخل منطقة الجزاء بعد مواجهة شبه فردية مع الحارس الهولندي نتيجة تمريرة خاطئة من أحد مدافعي روما لكن الحارس تفوق على المهاجم وأخرج الكرة ركنية قبل أن يتفوق مجددًا وتُساعده العارضة في التصدي لتسديدة مونتاري الصاروخية من داخل منطقة الجزاء.
محاولة مونتاري في الدقيقة 73 التي تصدت لها العارضة كانت المحاولة الأخيرة في مسلسل هجمات الميلان، فقد استفاق روما واستفاد من التفوق البدني وسيطر على الوسط في الدقائق التالية وحاول جديًا تهديد مرمى أبياتي لكن لم تسنح له أي فرص حقيقية نتيجة غياب العدد اللازم من المهاجمين داخل منطقة جزاء الميلان وإن أنعش المدرب الإسباني هجومه بإشراك إيريك لاميلا بدلًا من جاجو.
المباراة كانت في طريقها للتعادل 1-1 خاصة مع التراجع البدني لأصحاب الملعب واكتفاء الضيوف بالنطقة، لكن تمريرة طويلة من مونتاري وخطأ كبير من سيمون كيير ومهارة فردية رائعة من إبراهيموفيتش أنتجت الهدف الثاني للروسونيري، ذلك بعدما تخطت تمريرة لاعب الوسط الغاني رأس نظيره الدانمركي لتصل للمهاجم السويدي الذي رفع الكرة فوق الحارس الهولندي ثم لحق بها ليتفوق على كيير ويُسددها برأسه للمرمى مُحرزًا الهدف الثمين لفريقه.
الدقائق الأخيرة سارت هادئة نسبيًا وقد أجاد الميلان الوصول باللقاء لصافرة النهاية لينتزع ثلاث نقاط قد تكون الأغلى في مسيرته المحلية هذا الموسم، الفوز رفع رصيده إلى 63 نقطة في المركز الأول وبفارق 7 نقاط كاملة عن اليوفنتوس الذي سيواجه الإنتر مساء غد الأحد فيما تجمد رصيد روما عند 44 نقطة وعليه أن ينتظر نتائج منافسيه على المركز الثالث لتحديد وضعه الجديد.
الأحد مارس 25, 2012 2:39 pm